اتخذت عدة دول إجراءات ضد منصة DeepSeek الصينية للذكاء الاصطناعي، وذلك بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي وخصوصية البيانات، بالإضافة إلى احتمالية ارتباطها بالحكومة الصينية. يخشى المسؤولون من أن DeepSeek قد تشكل تهديدًا أمنيًا بسبب أصولها وإمكانية نقل البيانات إلى الجهات الحكومية الصينية.
مخاطر أمنية وخصوصية البيانات
تم حظر DeepSeek في العديد من الدول نظرًا للمخاوف الأمنية وقضايا الخصوصية. وتشير الحكومات إلى احتمال حصول السلطات الصينية على بيانات المستخدمين بموجب “قانون الاستخبارات الوطنية الصيني”. كما تثار تساؤلات حول افتقار المنصة للشفافية في التعامل مع بيانات المستخدمين، مما يزيد من المخاوف بشأن تسرب المعلومات أو مشاركتها دون إذن.
الدول التي حظرت DeepSeek
أستراليا
فرضت أستراليا حظرًا على استخدام DeepSeek في جميع الأجهزة الحكومية بسبب مخاطر تتعلق بالأمن القومي. وأمرت وزارة الشؤون الداخلية جميع الوكالات الحكومية بإزالة المنصة، وأكد الوزير توني بيرك أن الهدف من الحظر هو حماية المصالح الوطنية الأسترالية.
كوريا الجنوبية
حظرت كوريا الجنوبية استخدام DeepSeek على أجهزة الموظفين الحكوميين في عدة وزارات وهيئات عامة بسبب مخاوف أمنية. كما قامت مؤسسات كبرى مثل شركة كوريا للطاقة النووية والمائية بحجب المنصة، فيما تجري لجنة حماية المعلومات الشخصية تحقيقًا حول كيفية تعامل DeepSeek مع بيانات المستخدمين.
إيطاليا
اتخذت إيطاليا إجراءات تقييدية ضد DeepSeek، خصوصًا فيما يتعلق بمعالجة بيانات المستخدمين الإيطاليين. وفرضت هيئة حماية البيانات الإيطالية (Garante) قيودًا وطلبت توضيحات بشأن سياسات المنصة، مشيرة إلى نقص الشفافية في التعامل مع البيانات.
تايوان
حظرت تايوان استخدام DeepSeek في جميع الدوائر الحكومية، مشيرةً إلى المخاطر الأمنية، كما قامت بمنع الوصول إليها عبر جميع الشبكات الحكومية.
الولايات المتحدة تدرس فرض الحظر
لم تقم الولايات المتحدة بحظر DeepSeek رسميًا حتى الآن، لكنها تدرس اتخاذ إجراءات تقييدية ضدها. وقد قامت ناسا بالفعل بحجب المنصة من أنظمتها، كما حذرت البحرية الأمريكية موظفيها من استخدامها. بالإضافة إلى ذلك، يعمل المشرعون الأمريكيون على صياغة مشروع قانون لحظر المنصة على الأجهزة الحكومية بسبب مخاوف أمنية.
ما البيانات التي تجمعها DeepSeek؟
وفقًا لسياسة الخصوصية الخاصة بها، تجمع DeepSeek معلومات شخصية مثل البريد الإلكتروني، ورقم الهاتف، وكلمات المرور، وتاريخ الميلاد. كما تسجل المحادثات بين المستخدمين والذكاء الاصطناعي، إضافةً إلى البيانات التقنية مثل عناوين IP، وأنماط الكتابة، ونظام التشغيل. وتتم مشاركة هذه المعلومات مع مزودي الخدمات والشركاء الإعلانيين، مما يثير تساؤلات حول مدة الاحتفاظ بالبيانات ومن يمكنه الوصول إليها.
كيف تقارن سياسة بيانات DeepSeek بمنصات الذكاء الاصطناعي الأخرى؟
على الرغم من أن ممارسات DeepSeek في جمع البيانات ليست فريدة، فإن شركات مثل OpenAI (مطورة ChatGPT) تخضع لأنظمة حماية بيانات أكثر صرامة، خاصةً في الاتحاد الأوروبي. وترى الحكومات الغربية أن OpenAI يمكن تنظيمها، في حين أن المنصات الصينية مثل DeepSeek تُعتبر تهديدًا مباشرًا للأمن.
ما مستقبل DeepSeek؟
أحدثت DeepSeek ثورة في سوق الذكاء الاصطناعي بفضل نموذجها الاقتصادي الفعّال، حيث طورت أحدث إصداراتها بتكلفة لا تتجاوز 6 ملايين دولار، مقارنةً بـ 100 مليون دولار استثمرتها OpenAI في تدريب GPT-4. وقد أدى صعود DeepSeek السريع إلى انخفاض سهم Nvidia بنسبة 17%، مما تسبب في تحولات كبيرة في الاستثمارات العالمية في الذكاء الاصطناعي.
ومع استمرار الحكومات في تقييم مخاطر DeepSeek، قد نشهد مزيدًا من عمليات الحظر. وتؤكد هذه القضية التوترات المتزايدة بين تطور الذكاء الاصطناعي والسياسات الأمنية على مستوى العالم.