أعلنت جوجل مؤخرًا عن تغيير استراتيجي في طريقة تطوير نظام أندرويد، حيث ستنتقل من العمل جزئيًا في بيئة مفتوحة إلى تطويره بشكل كامل داخل فروعها الخاصة، مما يعني أن جميع مكونات النظام، بما في ذلك نظام البلوتوث والبنية الافتراضية، سيتم تطويرها داخليًا بعيدًا عن المصدر المفتوح.
هذا التغيير لن يؤثر على المستخدمين العاديين أو مطوري التطبيقات، لكنه سيؤثر على المطورين المستقلين الذين لا يرتبطون بشراكات مع شركات تصنيع الهواتف الذكية التي تعمل مع جوجل. ومع ذلك، أكدت جوجل أنها ستستمر في قبول مساهمات الأكواد البرمجية من المطورين الخارجيين، لكنها ستخضع لعملية مراجعة جديدة.
كيف ستتم إدارة مساهمات المطورين الخارجيين؟
رغم انتقال تطوير أندرويد إلى بيئة مغلقة، فإن جوجل ستسمح للمطورين بإرسال التعديلات البرمجية عبر نظام AOSP Gerrit، وهو المنصة المستخدمة لمراجعة الأكواد في مشروع أندرويد مفتوح المصدر.
بالنسبة للشركات التي تمتلك ترخيص خدمات جوجل (GMS)، يمكنها تقديم التعديلات عبر نظام مراجعة الشركاء المغلق، بينما يمكن للمطورين المستقلين تقديم مساهماتهم عبر فرع android-latest-release، الذي سيكون المرجع الرئيسي لتعديلات نظام أندرويد في المستقبل.
من ناحية أخرى، سيتم إغلاق فرع aosp-main وجعله للقراءة فقط، ولن يتم قبول أي مساهمات جديدة عليه. لذا، يُنصح المطورون بعدم مزامنة هذا الفرع بعد الآن، والتركيز على فرع android-latest-release، الذي يشير حاليًا إلى الإصدار Android 15 QPR2، وسيتحول إلى Android 16 في يونيو المقبل.
تأثيرات أخرى على بيئة التطوير
- إيقاف عمليات الدمج التلقائي: ستوقف جوجل دمج التعديلات في aosp-main، مما قد يؤدي إلى تأخير ظهور التعديلات الجديدة في الإصدارات القادمة من أندرويد.
- إلغاء إشعارات قبول التعديلات: جوجل لن تُبلغ المطورين إن تم قبول أو رفض مساهماتهم، والطريقة الوحيدة للتحقق من ذلك هي متابعة التغييرات في android-latest-release.
- استمرار تطوير مكتبات Jetpack علنًا: أكدت جوجل أن مشروع AndroidX (Jetpack) سيظل مفتوح المصدر، حيث لم يكن جزءًا من aosp-main أصلاً.
- إيقاف بعض عمليات البناء التلقائي (CI): سيتم إيقاف عمليات البناء التلقائية لفروع التطوير الرئيسية، لكن جوجل ستستمر في إصدار إصدارات المطورين والبيتا كالمعتاد.
لماذا اتخذت جوجل هذا القرار؟
يهدف هذا التغيير إلى تبسيط عملية تطوير أندرويد داخليًا، حيث سيقلل من الحاجة إلى إدارة تضارب الأكواد بين الفروع المفتوحة والمغلقة، وهو ما كان يستهلك وقتًا وجهدًا كبيرًا.
رغم أن مساهمات المطورين الخارجيين لا تمثل سوى جزء صغير من التعديلات السنوية على أندرويد، إلا أنها أحيانًا تقدم إضافات قيمة، ما يثير التساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على مجتمع المطورين في المستقبل.
هل سيؤدي هذا إلى تقليل الابتكار في أندرويد؟ أم أن جوجل قادرة على تعويض ذلك داخليًا؟ هذا ما ستكشفه الأشهر المقبلة.