لطالما كانت عمر البطارية من أبرز نقاط الضعف في الهواتف الذكية. ومع تزايد نحافة الأجهزة وسرعتها وتطور قدراتها، ظل المستخدمون عالقين في معادلة صعبة بين الأداء والطاقة. لكن عام 2025 يشهد تحولًا جذريًا، مع ظهور موجة جديدة من الهواتف التي تتجاوز سعة 6000 مللي أمبير، ليس فقط في الفئات الاقتصادية أو المتينة، بل حتى في الهواتف المتوسطة والرائدة، بما في ذلك القابلة للطي.
الفضل يعود إلى التقدم الكبير في تقنية بطاريات السيليكون-الكربون، التي تعيد رسم خريطة الطاقة في الهواتف الذكية.
“قلق البطارية” أصبح شيئًا من الماضي
في عالم يعتمد بشكل متزايد على الهواتف، سواء للألعاب أو صناعة المحتوى أو الاستخدام اليومي المكثف، يعاني الكثيرون من ما يسمى بـ”قلق البطارية“. فمع ارتفاع استهلاك الطاقة بسبب تقنيات مثل 5G، الشاشات ذات التردد العالي، والتطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لم تعد حلول الشحن السريع كافية دائمًا.
لذا، لم تعد البطاريات الكبيرة ميزة اختيارية، بل أصبحت ضرورة حقيقية لمواكبة متطلبات الاستخدام المكثف.
Realme تُحدث صدمة بمفهوم هاتف ببطارية 10,000mAh
أعلنت Realme هذا الأسبوع عن نموذج لهاتف ببطارية ضخمة بسعة 10,000 مللي أمبير، ولكن المفاجأة كانت في سماكة الجهاز التي لا تتجاوز 8.5 ملم ووزنه البالغ 212 جرامًا فقط.
يعتمد هذا الابتكار على بطارية بأنود السيليكون التي توفر كثافة طاقة تصل إلى 887Wh/L، وهو تطور كبير مقارنة بتصميمات الليثيوم التقليدية.
يستخدم الهاتف أيضًا بنية Realme الجديدة المسماة “Mini Diamond Architecture”، التي تتضمن أنحف لوحة أم في عالم الأندرويد بعرض 23.4 ملم فقط، مع دعم شحن سريع بقدرة 100 واط، وتقنية تبريد ثلاثية لمنع انتفاخ البطارية.
تقنية السيليكون-الكربون تغيّر قواعد اللعبة
الانتقال إلى الأنود المصنوع من السيليكون-الكربون يمثل أحد أهم التحولات في عالم البطاريات منذ سنوات. فهذه المادة تقدم:
- كثافة طاقة أعلى
- ثبات حراري أفضل
- إمكانية شحن أسرع
- والأهم من ذلك: إمكانية دمج بطاريات ضخمة في أجهزة نحيفة وخفيفة
وقد بدأنا نرى هذه التقنية في المنتجات الفعلية، حيث كشفت Xiaomi مؤخرًا عن هاتف Redmi Turbo 4 Pro ببطارية 7550mAh، وهو رقم كان يُعتبر مستحيلًا لهاتف أنيق وعالي الأداء.
كما أن العديد من هواتف Xiaomi القادمة ستتراوح سعاتها بين 6500 إلى 7000mAh دون التضحية بالنحافة أو الوزن.
توسع واسع في عالم الأندرويد… والهواتف القابلة للطي
شركات مثل Vivo، iQOO، Oppo، Infinix، وRealme تتجه لاعتماد هذه التقنية في مختلف الفئات، من المتوسطة إلى الرائدة.
حتى الهواتف القابلة للطي، وخاصة الهواتف القابلة للفتح (Flip)، بدأت تستفيد من هذه التقنية. ففي السابق، كانت بطارياتها لا تتجاوز 4000mAh، ولكن في 2024 و2025، ظهرت أجهزة جديدة ببطاريات أكبر بكثير دون زيادة الحجم.
آبل وسامسونج لا تزالان متأخرتين
رغم أن كلًا من آبل وسامسونج تركّزان على تحسينات البرمجيات والمعالجات لتوفير الطاقة، إلا أن سعة البطارية الفعلية في هواتفهما لا تزال متواضعة مقارنةً بالمنافسين.
ومع تجاوز المنافسين حاجز 6000mAh دون التأثير على التصميم، باتت الحاجة ماسة لتغيير استراتيجياتهم في هذا المجال.
لماذا تعتبر هذه الثورة مهمة؟
لم تعد البطارية مجرد رقم في جدول المواصفات. بل باتت عاملاً أساسيًا في تحسين جودة الاستخدام اليومي، خاصةً مع زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، تحرير الفيديو على الهاتف، والشاشات الكبيرة.
بفضل تقنية السيليكون-الكربون والتصاميم الذكية، لم يعد المستخدم مضطرًا للاختيار بين الأداء والبطارية. لقد بدأت منافسة البطاريات فعلًا، و2025 هو عام “البطارية الكبيرة بدون تنازلات”.
ابدأ المناقشة في forum.mjbtechtips.com